الحياء فطرة من الله فطر عليها عباده منذ اول صيحة ميلاد ينطقونا بها
وخلق يتحلى به العبد ويؤدي به الى فعل كل ماهو جمييل وترك كل ماهو قبييح
وهو من صفات العبد المحموده ومن شعب الايمان في الاسلام واحد ركائز مكارم
الخلق واحسنها ورمزا من رموز الاسلام وزيينة لكل عبد من عباده
كما في الحديث: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء".
والمسلم
عفيف حيوي والحياء خلق له ومن شعب الايمان والايمان من عقائد الدين
والاسلام"" الايمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان "
فالحياء
بمفوهمه دلالة على الخير وصون النفس عما يعيبها والبعد كل البعد عن الشر
وامتطائه ومنعها من التقصير تجاه كل ذي حق حقه بكلاهما الخالق والمخلوق
وهو حفظ للنفس من فعل المنكرات والمعاصي ويكون بمثابة المكبح المنافي للنفس
من ارتكاب حماقات شرور الانفس ولذا قيل عنه بانه خيرا ولا يأتي الا بخير
كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله " الحياء لا يأتي إلا بخير " رواه البخاري ومسلم عن عمران بن حصين.
والايمان بلا تقوى وبلا حياء فهو كما الجسد العاري
قال وهب بن منبه: الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء.
فالحياء هو المظهر الجمالي والخلق الحميد لدى كل مسلم ومسلمه
تحلى به وتمسك به وقوي ذلك الشيئ بداخلك فماهو سوى اداة ساتره لعيوبك
وتحفظ عنك كلام الاخرين في حقك من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
وقال صالح بن عبد القدوس:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك وإنما *** يدل على فعل الكريم حياؤه
فاحرص
اخيه واخيي على خلق الحياه وحافظ على بقاائه واحياائه بداخلك وتنمييته
بالشكل الصحيح لديك ولدى النااس اجمع فبه دعاة للخير وادحار للشر
ولقد
ارتبطت به مزايا وفضائل عده مأمورينا وامرنا بها الرب سبحانه وشرعنا الحنيف
من التقيد بها واذا ان زوالها من زوال
الاحترام والخلق لشخصه فهو صوانا للنفس وما الصوان سوى انه الحفظ والابتعاد عن كل شيئ مذموم ومكروه
حياؤك فاحفظه عليك فإنما.. ... ..يدلُّ على فضل الكريم حياؤه
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حيـاؤه.. ... ..ولا خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
فقد
أمر الشرع بالتخلق به وحث عليه، بل جعله من الإيمان، ففي الصحيحين: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع
أحدهما رفع الآخر".
وصدق القائل:
وربَّ قبيحةٍ ما حال بيني.. ... ..وبين ركوبها إلا الحياءُ
وإذا
رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً وفحشًا، فاعلم أن من أعظم أسبابه فقدان
الحياء، قال صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة
الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي.. ... ..ولم تستحِ فاصنع ما تشاءُ
يعيش المرء ما استحيا بخير.. ... ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
والحياء خلق مكتسب يكتسبه المسلم من دينه ومن حيائه التي ينعم بها فهو له انواعا عده منها
الحياء والاتسحياء من الله سبحانه وتعالى وانه مراقب لنا ولكل صغيرة وكبيرة
حتى وان تغافلنا الاخرين واصبحنا في ظلمة لايرانا احد فلا نستهين بذلك
فعلينا تذكر العالم بغيبية نياتنا و نستحييه
والاستحياء من الكرام الكاتبين الملائكة التي تدون مانقوم به من شر وخير
فهم يكتبون مانفعله فلنستحي على انفسنا في ان نجعلهم يكتبون ذنبا نقترفه وعيبه نتسهلل به يومنا هذا
والاستحياء من الناس فقد قيل بانه لاخير لمن لايستحي من الناس
فان لم تعير الرب وملائكته اي اهتمام او ربما تكون غافلا عن ذاك كله
فليكن استحيائك من الناس خير تمسكا لك لهذا الخلق الحسن
واذا لم يكن حيائك على قدر كافي من اولئك فلتحزن على نفسك ولتستحي من نفسك
على كيف ان ترضى لها باغتراف تلك الاشياء فهي اقرب لها من نفسه
دون غيره لان ان لم تكن نظرته لنفسه مهمة فلا لاحد غيره اهميه
وليفترض بانه عند فعلا كل ذنب ومعصيه بتجسيده على انه شخص يراه وينتقده
بعدها سيحس باحتقار شديد لنفسه
قال بعض السلف: من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر.
وليس من الحياء هو ان نمانع عن فعل خير نجني منها الشيئ الكثير
من ثمار الايمان والافعال الحسنه والمنفعه لان شرعنا لم يقيد الحياء بذلك الشيئ
ولييس من الحياء ايضا ان نجعلنا على اقتراف معصية ويحدنا على الطغي وتعدي حدود الرب
لانه ليس بذلك الخلق الشنيع
فما يكون ذلك هو سوى انه من فعائل انفسنا
والحياء متمم للمكارم ووطن لكل رضى وراحة وطريق مهدا لثناء والقبول
ووقار للعقل وحشمة للنفس وعفافها
إني لأستر ما ذو العقــل ساتــــره.. ... ..من حاجةٍ وأُميتُ السر كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ بها.. ... ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له.. ... ..ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا
رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية وختم لنا ولكم بخير..