..أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:نعم اذا كثر الخبث..||
||..أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:نعم اذا كثر الخبث..||
(عن زينب بنت جحش رضى الله عنها ان النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول:لا اله الا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق باءصبعيه الاءبهام والتى تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:نعم اذا كثر الخبث.)
---(عن زينب بنت جحش رضى الله عنها):وهى زوج النبى صلى الله عليه وسلم
---(ان النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا):اى كان حال كونه صلى الله عليه وسلم خائفا
---(يقول:لا اله الا الله ويل للعرب من شر قد اقترب ):اى قرب وقوعه
_وقد قيل ان النبى صلى الله عليه وسلم خص العرب بالتحديد وذلك اشارة الى ما وقع من قتل عثمان رضى الله عنه
_وقيل ايضالعله صلى الله عليه وسلم اراد ما يتوقع من مفسدة ياجوج ومأجوج او من الترك من المفاسد العظيمة فى بلاد الاسلام
---(فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج):والمعنى اى فتح من سدهما وقد ذهب العلماء الى ان المراد هو :
_ما يشبه ذلك من وجوده عليه الصلاة والسلام ووجود الخليفتين من بعده الى قتل عثمان
__وقيل انما المراد هو حقيقة الفعل من فتح السدين وذلك انه قد ورد انهم يحفرون كل يوم حتى لا يبقى بينهم وبين ان يخرقوه الا يسير فيقولون غدا ناتى فنفرغ منه فياتون فيجدونه عاد كهيئته واذا جاء الوقت قالوا غدا ان شاء الله تعالى فاءذا نقبوه خرجوا
---(مثل هذه وحلق باءصبعيه ):اى حلق صلى الله عليه وسلم باءصبعيه وهى حلقة يصنعها النبى صلى الله عليه وسلم باءصبعيه
---(الاءبهام والتى تليها ):وكانت تلك تعرف بعقدة التسعين عند اهل الحجاز والمراد منها هو التقريب لا التحديد اى اقتراب هذا الشر
---(قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ ):اى يا رسول الله انضيع مهلكة وفينا القوم المؤمنون الصالحون
---(قال:نعم اذا كثر الخبث.) :والمراد بالخبث وهى بفتح الخاء اى اذا كثر الفسوق والفجور او الزنا خاصة واولاده وقد ذهب بعض العلماء الى ان الظاهر من المعنى هو المعاصى مطلقا غير مقيدة.
وفى هذا الحديث الشريف فائدة عظيمة منها:
1-اخبار النبى صلى الله عليه وسلم بخبر عظيم وهو اقتراب خروج يأجوج ومأجوج
2- ان فى اقتراب خروجهم انما هو بسبب ذنوب تقع فى امة النبى صلى الله عليه وسلم
3-وفيه اشارة ردعية الى كل مذنب عاص ليمتنع ويقف عن ذنوبه التى بسببها نهلك رغم وجود الصالحون
4-وفيه مدى حرص النبى صلى الله عليه وسلم وخوفه على امته وانما بان ذلك فى فزعه صلى الله عليه وسلم حين اخبره الله عز وجل بهذا الخبر
5- وفيه ان النبى صلى الله عليه وسلم حدد قدر الفتح من السد وان دل ذلك فاءنما يدل على ان الامر قد اقترب اى انظروا كم فتحوا من السد فاحذروا ايه المسلمون لان يحدث هذا بذنوبكم رغم انه واقع لا محاله كعلامة كبرى من علامات الساعة وانما كان المراد هو وقوعها قضاءا من الله لا بذنوب وفسوق الامة
وبالله التوفيق ومنه الاجر وعليه التوكل واليه المئاب والله يتوب على من تاب فاللهم اجعلنا من التوابين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
تخريج الحديث
الراوي: زينب بنت جحش المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7059
و في حديث أخر: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه،
فالواجب إنكار المنكر بالفعل, فإن عجز فبالقول, فإن عجز فبالقلب, والله يقول -سبحانه وتعالى-:
( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا
عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)(المائدة:79) ،
فالواجب على المسلمين إنكار المنكر، وعلى ولاة الأمور يجب إنكاره، وعلى الإنسان في بيته مع أهله مع زوجته
مع أولاده، وعلى أهل الحسبة المعينين لهذا الأمر عليهم أن ينكروا المنكر، ولهذا يقول -جل وعلا- في كتابه
العظيم: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (التوبة: من الآية71) فإذا كثر الخبث والمعاصي صار هذا من أسباب هلاك
الأمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذا لم تنكر.
المصدر:
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز( رحمه الله)