تكرار اللفظ من أجل المبالغة في المدح أو الذمّ
المـــــــــــدح :قال تعالى: (فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) الحج: 78. ولم يقل: نعم المولى و النصير مع ما فيها من الإيجاز، و فائدة التكرار هنا هي إرادة المبالغة و الإطناب في المدح و الزيادة فيه و تقويته .
الــــــــــــــذمّ : حين ذم الله اليهود بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) آل عمران: 21. كرر لفظ (يقتلون) و ذلك من أجل المبالغة في تشنيع الجرم الذي ارتكبوه، و استفظاع الذنب الذي اكتسبوه .
التـــــــــــوبيخ : قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )الصف: 2-3.. هذه الآية في ذمّ الذين يخالف قولُهم فعلَهم وفعلُهم قولَهم، ومن أجل المبالغة في تقبيح هذه الصفة التي تستوجب غضب الله و مقته كرر قوله
ما لا تفعلون)، قال ابن المنيِّر:"...و زائد على هذه الوجوه الأربعة وجه خامس، و هو تكرار قوله
ما لا تفعلون)، و هو لفظ واحد في كلام واحد، و من فوائد التكرار:التهويل و الإعظام، و إلا فقد كان الكلام مستقيما لو قيل:كبر مقتا عند الله ذلك، فما إعادته هنا إلا لمكان هذه الفائدة الثانية و الله أعلم"[حاشية ابن المنير على تفسير الكشاف،مج4، ص:523].