فقد كنتُ أجلس مع القرآن طيلة الـ 24 ساعة، وحتى أثناء نومي كنتُ أترك الراديو على إذاعة القرآن الكريم فأستمع إليها وأنا نائم، طبعاً وقتها لم أكن أدرك أن هنالك طريقة حديثة للتعلم أثناء النوم!
وبعد عدة أشهر بدأتُ ألاحظ أن هنالك تغيراً كبيراً في داخلي، فكنتُ أحس وكأن كل خلية من خلايا دماغي تهتز وتتجاوب مع صوت القرآن الذي كنتُ أسمعه، فقد كنتُ أحفظ القرآن بطريقة الاستماع إلى مقرئ وتكرار السورة مرات كثيرة لأجد أنها تنطبع في ذاكرتي بسهولة.
لقد كنتُ أقول وقتها لصديق لي إن الاستماع إلى القرآن يعيد برمجة خلايا الدماغ بشكل كامل! حدث هذا معي منذ عشرين عاماً، ولكنني فوجئت عندما كنتُ أقرأ منذ أيام فقط محاولات العلماء في شفاء الكثير من الأمراض المستعصية بواسطة إعادة برمجة خلايا الدماغ، ويستخدمون الذبذبات الصوتية مثل الموسيقى!!
لقد وصل بعض المعالجين بالصوت إلى نتائج مهمة مثل الأمريكية "آني ويليامز" التي تعالج بصوت الموسيقى، ولكن هذه النتائج بقيت محدودة حتى الآن بسبب عدم قدرة الموسيقى على إحداث التأثير المطلوب في الخلايا.
وعلى الرغم من ذلك فإنها تؤكد أنها حصلت على الكثير من النتائج المبهرة في علاج سرطان الكولون وأورام الدماغ الخبيثة وغير ذلك من الأمراض. وتؤكد أيضاً أن كل من استمع إلى صوت الموسيقى الذي تسجله قد ازداد الإبداع لديه!
وأحب أن أذكر لك أخي القارئ أن التغيرات التي حدثت بنتيجة الاستماع الطويل لآيات القرآن، كثيرة جداً، فقد أصبحتُ أحس بالقوة أكثر من أي وقت مضى، أصبحتُ أحس أن مناعة جسمي ازدادت بشكل كبير، حتى شخصيتي تطورت كثيراً في تعاملي مع الآخرين، كذلك أيقظ القرآن بداخلي عنصر الإبداع، وما هذه الأبحاث والمقالات التي أنتجها خلال وقت قصير إلا نتيجة قراءة القرآن!!
ويمكنني أن أخبرك عزيزي القارئ أن الاستماع إلى القرآن بشكل مستمر يؤدي إلى زيادة قدرة الإنسان على الإبداع، وهذا ما حدث معي، فقبل حفظ القرآن أذكر أنني كنتُ لا أُجيد كتابة جملة بشكل صحيح، بينما الآن أقوم بكتابة بحث علمي خلال يوم أو يومين فقط!
إذن فوائد الاستماع إلى القرآن لا تقتصر على الشفاء من الأمراض، إنما تساعد على تطوير الشخصية وتحسين التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى زيادة القدرة على الإبداع والإتيان بأفكار جديدة. وهذا الكلام عن تجربة حدثت معي، وتستطيع أخي القارئ أن تجرب وستحصل على نتائج مذهلة.
ثبت علميآ أن تلاوة القرآن وترتيله والاستماع إلى آياته والإنصات لها يعزز
القوى العقلية .
وأن الترددات الكهربائية الصادرة عن أصوات تلاوة القرآن الكريم وترتيله
تعد غذاء فعالآ للعقل ( سبحان الله العظيم ) .
وثبت أن الاستماع إلى القرآن الكريم يجعل العقل يصدر سلسلة من
الطاقات والترددات التي تعرف علميآ باسم موجات العقل ، وهذه
الترددات تتغير تبعآ للآيات والسور المختلفة .
فإذا كنت تريد حقآ تزويد عقلك بالموجات الصوتية المغذية استمع للقرآن
الكريم وأنصت جيدآ لآياته وراقب جيدآ كيف تزداد قواك العقلية ، وكيف
تصبح مبدعآ في تفكيرك .
وثبت فعليآ أن العقل الإنساني يحتاج إلى الاستماع إلى الآيات
المحكمات من كتاب الله كغذاء فعال للعقل والروح معآ أكثر من حاجة
العقل إلى المغذيات الطبيعية أو الأعشاب الطبية والفيتامينات وغيرها
من منشطات العقل .
عليك يا صديقي أن تتعلم كيف تنصت وتستخدم أذنيك لتقوية عقلك
وتزويده بغذاء العقل والروح الذي يحتاج إليه كي يصنع منك مبدعآ في
تفكيرك الإنساني .
والعجيب فعلآ أن الاستماع للقرآن الكريم يزيل التشتت والضجر والنسيان
السريع بعكس الاستماع إلى أي شئ آخر .
وإذا كنت تعاني من أي مشكلة بخصوص الإنصات والاستماع للقرآن
الكريم فهناك عدة خطوات يمكنك القيام بها من أجل الحصول على نتائج
أفضل والإصغاء بطريقة أكثر فائدة ،
منها أن تحافظ على سلامة حاسة السمع لديك وهي الأذنان ..
واحرص دائمآ على أن تكون أذناك سليمتين وغير مسدودتين بالشمع
وخالية من أي عيوب عضوية . . وأن تدرب أذنيك على ممارسة الإصغاء
بعناية لكل الأصوات التي في محيطـك ، وأن تركز في الوقت نفسه على
تلك الأصوات الأكثر أهمية لك ، وأن تعطي لنفسك وأنت تستمع للآيات
القرآنية فترات متعددة للاسترخاء كل أو 60 دقيقة والتأمل لمدة
دقيقة أو ثلاث وذلك لحاجة عقلك إلى هذا الوقت كي ينظم .
وأن تطـلق العنان لفكرك وأنت تستمع للآيات في تدبر شديد وأن تنصت
بانتباه لتجعل مهاراتك في الإصغاء على نفس درجة الأهمية لأي عمل
ذهني آخر .
واحرص قدر استطاعتك على أن تظـل يقـظآ أثناء الاستماع وداوم على
تذكير نفسك بأنك تستمع لتـتدبر وتفكر وتغذي عقـلك ولا تعط لأي عامل
من عوامل التشتت الفرصة ، وأجلس هادئآ وركز انتباهك على الاستماع
إلى الآيات البينات بإنصات تام .
وثبت أن السر في تركيبة عقولنا يكمن في إنه بالاستماع إلى القرآن
الكريم تبقى خلايا مخك حية وسعيدة حتى أثناء فترات الضغط عليها . .
فالقرآن يهدئ النفوس المضطربة والمتوترة وبذلك يحمى المخ من التوتر
الذي يسبب ضمورآ في خلاياه أو يقـلل من كفاءته وحيويته .
وثبت توقف خلايا المخ عن التناقص بعد دوام الاستماع إلى القرآن الكريم
يوميآ لمدة ثلاث ساعات على الأقل وزيادة قدرات المستمع على التركيز
واستدعاء الذاكرة والقيام بعمليات حسابية لم يكن قادرآ على القيام بها
من قبل .
ويكفي أن أقول إن القرآن الكريم عند الاستماع إليه أو القيام بتلاوته
يجعل الإنسان المصاب بالأرق . . هادئآ ويحصل على قدر كاف من النوم
أو الطعام أو الاسترخاء وهو ما لم يكن يحلم به على الإطلاق .
حقائق علمية
في عام 1839 اكتشف العالم "هنريك ويليام دوف" أن الدماغ يتأثر إيجابياً أو سلبياً لدى تعريضه لترددات صوتية محددة. فعندما قام بتعريض الأذن إلى ترددات صوتية متنوعة وجد أن خلايا الدماغ تتجاوب مع هذه الترددات.
ثم تبين للعلماء أن خلايا الدماغ في حالة اهتزاز دائم طيلة فترة حياتها، وتهتز كل خلية بنظام محدد وتتأثر بالخلايا من حولها. إن الأحداث التي يمر بها الإنسان تترك أثرها على خلايا الدماغ، حيث نلاحظ أن أي حدث سيء يؤدي إلى خلل في النظام الاهتزازي للخلايا.