شخصيات ليبية تدين الاعتداء على تونس
أدانت شخصيات وطنية ليبية الاعتداءات المتكررة في هذا الأسبوع على التراب التونسي، وقالت إن تونس التي احتضنت ثورة 17 فبراير/شباط ضد العقيد الراحل معمر القذافي لا تستحق هذا الرد.
وأكد عضو المجلس الانتقالي موسى الكوني أنه ما من أحد يرضى بانتهاك حدود تونس أو الإساءة إليها سواء في المجلس أو الحكومة الانتقالية، موضحا أنهم بصدد إرسال وفد رفيع المستوى إلى تونس لتقديم اعتذار رسمي.
وقال الكوني -في تصريح للجزيرة نت- إن المجلس حريص على عودة العلاقات الطبيعية مع الشعب والحكومة التونسية، موضحا أن من لديهم مصالح شخصية هم من يقف وراء الاعتداءات، نافيا بشكل قاطع علاقة الثوار بمثل هذه التصرفات.
وأشاد بدور تونس حكومة وشعبا في دعم ليبيا إبان الحرب، وقال إنها فتحت أبوابها لاستقبال العائلات الليبية النازحة والثوار، داعيا في الوقت ذاته إلى عدم الانسياق وراء الشائعات "المغرضة".
وأضاف أن هناك اهتماما على كافة الأصعدة الدبلوماسية والسياسية لإنهاء القضية، مؤكدا أنه طلب من رئيس المجلس الانتقالي في اجتماع رسمي أمس عدم اقتراب الأسلحة الثقيلة من الحدود مع تونس بمسافة 50 كيلومترا.
وتحدث الكوني عن إمكانية فتح المعابر في غضون 48 ساعة تحت إشراف وزارة الداخلية، وعودة شركة الطيران التونسية إلى العمل في ليبيا بعد توفير الحماية وإمكانية هبوطها في مطار طرابلس العالمي.
وأكد أن الحوادث ناجمة عن محاولات مهربي السلع "الممنوعة" العبور بين البلدين، موضحا أن الجانب التونسي أقر بهذا الأمر. وذكر أن المجلس طلب من عضو المجلس الانتقالي عن منطقة زوارة الحضور لتدارك الأمر، وفتح تحقيق في ملابسات القضية.
بشير الكبتي: تونس تستحق الشكر والعرفان(الجزيرة-أرشيف)
تصرفات طائشة
ولا يشك مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين بشير الكبتي أن تونس تستحق الشكر والعرفان والتقدير على مواقفها النبيلة مع الشعب الليبي، مؤكدا أنهم يترقبون من الحكومة الجديدة وضع حلول عاجلة لعدم تكرار الاعتداءات.
وقال الكبتي إن على وزارتي الداخلية والدفاع تدارك الموقف، وتأمين المعابر لإعادة العلاقة بين البلدين في أسرع وقت، رافضا بشدة وقوع هذه الاختراقات والتجاوزات.
ولم يستبعد الكبتي -في تصريحه للجزيرة نت- قيام ذيول النظام السابق بهذه الأعمال، نافيا عن "الثوار الحقيقيين" قيامهم بهذه التصرفات "الطائشة".
كما دعا أمين عام هيئة "علماء ليبيا" خالد الورشفاني التونسيين إلى دعم أواصر الأخوة، ورفض محاولات التفريق بين الشعبين، مؤكدا أن وقوف تونس إلى جانب القضية الليبية لا يقدر بثمن، ولا يمكن لليبيين رد جميل تونس.
وقال إن الثورة "البوعزيزية" التونسية ملهمة الثورة الليبية، وعلى المعتدين إن كانوا من الثوار عدم تشويه صورة الثورة.
وأرسل الورشفاني في تصريح للجزيرة نت بالمناسبة إلى تجار السلاح على الحدود الذين لا يخافون الله -على حد تعبيره- وقال لهم "إن كنتم مؤمنين ينبغي عليكم الإذعان إلى الشرع والشرعية بحرمة بيع السلاح، واستعماله في الدفاع عن الوطن دون غيره".
عمر الحباسي: المناوشات الأخيرة إساءة
لليبيا الجديدة (الجزيرة-أرشيف)
ناقوس خطر
كما أدان منسق عام تجمع "ليبيا الديمقراطية" يونس فنوش بكل شدة ما حدث على المعبر الحدودي مع الشقيقة تونس، على أيدي أفراد، وقال إنه لا يدري من يحركهم وما أهدافهم، وهي بكل تأكيد لا تتفق مطلقاً مع أهداف الشعب الليبي ولا مع أخلاقه وتقاليده.
وأضاف "ليس هذا ما ينتظر أن نكافئ به أشقاءنا في تونس، الذين وقفوا معنا وقفة إنسانية، سوف تظل ديناً في أعناقنا وأعناق أجيالنا القادمة".
وأكد -في تصريح للجزيرة نت- أن ما جرى يدق ناقوس الخطر، "ويحفزنا على أن نعجل بتفعيل قوى الأمن الوطني، حتى تكون قادرة على الإمساك بزمام الأمور، والسيطرة على أمن المعبر والعابرين، من الجانبين. كي تعود الأمور إلى طبيعتها، ونستأنف علاقات الأخوة والتعاون مع أشقائنا في تونس".
وقال الناشط الحقوقي عمر الحباسي -للجزيرة نت- إن فضل تونس كبير في دعم صمود ثورة 17 فبراير/شباط، حيث سهلت فتح معبر وازن الحدودي لاستقبال أهالي جبل نفوسة، وكسر الحصار وفتح بيوت التونسيين للعائلات التي أجبرت على مغادرة المناطق الحدودية لشدة الظلم وحفاظا على الشرف والكرامة.
كما ساهم الشعب التونسي -بحسب الحباسي- رغم أوضاعه السياسية الصعبة وغياب الدولة، في تسهيل دخول السلاح للثوار وصد كتائب القذافي، ومن ثم ما كان مكافأتهم بهذه الطريقة، وكان على الحكومة أن تولي المنافذ أهمية خاصة لأنها وجه البلاد.
ويفترض الحباسي وضع معبر رأس أجدير تحت حماية الجيش الوطني، وليس بتركه لـ"ثوار زوارة" وبينهم كثير من المتهورين، معتبرا المناوشات الأخيرة إساءة لليبيا الجديدة قبل الإساءة لتونس.