الغيبة و النميمة
بأن تقول في غيبته إنه فاسق إنه متهاون بدين الله
إن فيه كذا وكذا من العيوب الخِلْقية التي تعلق بالبدن
إن فيه كذا وكذا من العيوب الخلقية التي تتعلق بالخلق فإذا ذكرت أخاك في غيبته بما يكره في دينه أو بدنه أو خُلقه
فتلك هي الغيبة إن كان منه ماتقول
أما إن لم يكن فيه ما تقول فإن ذلك غيبة وبهتان
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل أرأيت يا رسول الله إن كان في أخي ما تقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته
أي بهته بالاضافة إلى غيبته هذه هي الغيبة
والغيبة إذا حصلت في حضور المغتاب صارت سباً وشتماً وأما النميمة فليست هي الغيبة
النميمة نقل كلام الغير إلى من تكلم فيه بقصد الافساد بينهما مثل أن تذهب لشخص
فتقول قال فيك فلان كذا وكذا لتفسد بينهما
وهي أي النميمة من كبائر الذنوب كما إن الغيبة أيضاً من كبائر الذنوب
عل القول الراجح سواء أي في النميمة كانوا الذين نِّمْتَ فيه قد قال ما قال أو لم يقل
فلا يحل لأحد أن ينقل كلام أحد إلى من تكلم فيه فيلقى العداوة بينهما بل إذا تكلم أحدهما في شخص فانصحه وحذره من النميمة
وقل له لا تنقل إليّ كلام الناس في وأتق الله
حتى يدع النميمة
واعلم أن من نمّ إليك نمّ منك فأحذره
ولهذا قال الله تعالى
(وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّف مَهِين * هَمَّاز مَشَّاء بِنَمِيم * مَنَّاع لِلْخَيْرِ مُعْتَد أَثِيم * عُتُلّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيم)
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال لا يدخل الجنة قتات أي نمام
وثبت عنه أنه مر برجلين يعذبان في قبورهما
فقال لأحدهما إنه يمشي بالنميمة
هذا هو الفرق بين الغيبة والنميمة
أما قول السائل هل من الغيبة
أن يتكلم بأوصاف يعرف الناس المتصف بها بعينه
من غير أن يسميه المتكلم
فالجواب أن نقول نعم إذا تكلم الإنسان بأوصاف
لا تنطبق إلا على شخص معين
معلوم بين الناس
فإن هذا من الغيبة
لأن الناس قد يعلمونه بوصفة الذي لا يتصف به
ألا هو ولكن إذا كان هذا الوصف الذي ذكره من الأمور
التي يجب تغييرها
لكونها منكراً فإنه لا حرج أن يتكلم على من أتصف بها
وإن كان قد تُعلم عنه
وقد كان من عادة النبي عليه الصلاة والسلام
إذا خالف أحد من الناس شريعة الله
أن يتحدث فيهم فيقول
ما بال قوم أو ما بال رجال أو ما أشبه ذلك
مع إنه ربما يعرف الناس من هؤلاء لتتبع
ويتفرع من ذلك أن الإنسان لو اغتاب شخصاً داعية سوء وعينه باسمه ليحذر الناس منه فإن هذا لا بأس به
بل قد يكون واجباً عليه
لما في ذلك من إزالة الخطر على المسلمين
حيث لا يعلمون عن حاله شيئاً.
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمي